فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
وصية وخاتمة
إن سبيل النجاة واحد، وهو صراط الله المستقيم رأس> الذي قال فيه جل وعلا: رسم> وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ قرآن> رسم> [سورة الأنعام، الآية: 153] . آية>
وقد ثبت: رسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خط خطا مستقيما وخط عن يمينه ويساره خطوطا ملتوية وقال: هذا سبيل الله - أي سبيل الله الموصل إلى النجاة- وهذه الخطوط التي عن يمينه ويساره سبل الشياطين، ثم قرأ قول الله تعالى: رسم> وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ قرآن> رسم> متن_ح> رسم> رواه أحمد اسم> والدارمي اسم> . حديث>
وقد مثلها بعض العلماء بجريدة النخل التي تتدلى إلى أن تصل إلى الأرض، فلو أن مثلا حشرة من الحشرات صعدت على هذه الجريدة، وسارت على أصل الجريدة، ورَقَت، إلى أن وصلت إلى أعلى النخلة لتأكل مما تريد فإنها تكون ناجية، وأما إذا ركبت السعف (الخوص الذي عن اليمين وعن اليسار) فإنها كلما ركبت خوصة، وصعدت عليها قليلا، هوت وسقطت!
فهكذا سبيل الله، وهكذا سبل الشيطان، فسبيل الله واضح وهو الصراط المستقيم.
ونحن في زمن الغربة الذي أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه: رسم> بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء متن_ح> رسم> رواه مسلم اسم> . حديث>
وذكر في تفسير الغرباء عدة روايات ومن هذه الروايات: رسم> هم الذين يفرون بدينهم من الفتن رسم> فكلما وقعت لهم فتنة في المال أو البدن أو الدين فروا بأنفسهم، ونجوا بدينهم كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال: رسم> إنه في آخر الزمان يوشك أن يكون خير مال أحدكم غنم يتتبع بها شغف الجبال، ومواضع القطر، يفر بدينه من الفتن متن_ح> رسم> .
فالذين يفرون بدينهم من الفتن هؤلاء غرباء، وهم الذين دعا لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: رسم> فطوبى للغرباء متن_ح> رسم> .
فالمسلم ينجو بدينه ويقدمه على كل شيء، كما ورد في بعض الأحاديث: رسم> إذا أتتك فتنة فقدم مالك، فإن جاوزت المال فقدم نفسك دون دينك رسم> .
فهذه الوصية نأمل أن يحملها المسلم أحسن محمل، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ونسأله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسا فنضل، ونسأله سبحانه أن يمكن لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأن يعيذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على محمد اسم> وعلى آله وصحبه وسلم.
مسألة>